حكومة من الفضلات لكنها حكومتي !! - آيات عرابي

في كتابه أو روايته (مغامرة ميجيل ليتين السرية في تشيلي) يروي الروائي جابرييل جارسيا ماركيز على لسان المخرج التشيلي مجيل ليتين الذي عاد سراً إلى بلده من المنفى متخفياً ليصور وثائقياً عن ديكتاتورية بينوشيه,

 انطباعات المخرج التشيلي في جولاته في الأحياء الفقيرة المبغضة للديكتاتور العسكري الانقلابي بينوشيه الذي عينته السي آي إيه بانقلاب والذي قتل الرئيس المنتخب سلفادور اليندي, يقول :

بعد أن انتخب اليندي رئيساً سار رجل أمامه في مظاهرة يحمل لافتة فريدة (هذه الحكومة من الفضلات, لكنها حكومتي), فقام اليندي وشد على يده

ما كنا لا نتوقعه, أن اشاروا إلى كرسي حافظوا عليه أكثر من الكراسي الأخرى : ((هنا جلس ذات مرة))

قالت لنا شابة في التاسعة عشرة من عمرها, لديها طفل وكانت حاملاً للمرة الثانية – ((اعلم ابني دائماً من كان الرئيس, رغماً عن أنني بالكاد عرفته, لأنني كنت في التاسعة عندما رحل))

لم يقل أحد أن اليندي هو من اختار بينوشيه ولم يحمله أحد وزر خيانة بينوشيه ولم يقل أحد بأنه كان عليه أن يعلم الغيب كما يحاول أن يتهم هؤلاء المهرجون في مصر, الرئيس مرسي لاختياره لموظف خائن, صنعه الموساد والسي آي إيه

كانت كراهية التشيليين لبينوشيه تزعج المهرج بينوشيه بشدة وتؤرقه, فهو رغم سيطرته على البلاد بالقوة المسلحة وبمجلسه العسكري وبالدعم الأمريكي, لم ينجح حتى في كسب الشرعية بين الناس.

الكل كان يكرهه ويتمنى زواله

لا أحد ينسى له أنه سلبهم حريتهم واختيارهم

الشعب لم ينس إذاً أنه دمية المخابرات الأمريكية الذي سلبهم حريتهم وحياتهم الآمنة
 كان الشعب التشيلي يعاني تحت خط الفقر وكانت السيدات يبعن ملابسهن من شدة الفقر بعد أن طبق الانقلابي بينوشيه آليات اقتصاد الصدمة التي نصح بها الاقتصاديوني الأمريكيون (وهي نفس الآليات التي تطبق في مصر الآن)

وزاد الفقراء فقراً وزادة الطغمة اللصوصية غنى ,, لكن الشعب لم ينس

ففي ركن آخر من الكتاب يقول : ((كان طلبة المدارس حين وقع الانقلاب هم قادة المقاومة السرية))

لم تتوقف حركة المقاومة في تشيلي لحظة حتى رحيله واعتقاله في بريطانيا, فلم ينس له أحد أنه دمر حياتهم من أجل مصالح الشركات الأمريكية وبأوامر من المخابرات الأمريكية
 حتى في بريطانيا بعد الحرب الأهلية التي شنها كرومويل الانقلاب الذي قتل ملك انجلترا في القرن السادس عشر

لم ينس له البريطانيون تدميره لحياتهم, فاستخرجوا جثته من قبره بعد موته ومزقوها وشنقوها وقطعوا رأس الجثة وعلقوه في مكان ظاهر بلندن وسجن ابنه ومات بالسجن

الشعوب لا تنسى مهما كان الجوع

ولهذا لا انسى لحظة أنا أو غيري أن ذلك المسخ القبيح الانقلابي دمية المخابرات الأمريكية وخادم اصغر عامل بوفيه في الموساد

انقلب على الرئيس مرسي الذي اخترته

لا انسى له هذا ابداً وساعمل ان شاء الله على أن يصل لحبل المشنقة

هو وكل من حرض على القتل وسفك الدماء وساند الانقلاب

وسترى ان شاء الله يا ماسح سلالم جراجات الموساد, أنك لن تفلت بسرقتك لبلدي ومحاربتك لديني

أنت واراجوزات المخابرات المهانون وجيشك المهان المهزوم واعلاميو العار المرتزقة وكل مرتزق اراجوز ساعدك على سرقة أمن الناس وحريتهم واختيارهم

وسيسقط انقلابك التافه حتما ان شاء الله

وستتوسل وتقبل أحذية أسر الشهداء الذين قتلتهم قبل اعدامك أنت وكل مجرم رفع سلاحاً على اعزل

أو فكر في معاونتك في التعدي على اختيار الشعب للرئيس مرسي

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

#آيات_عرابي