ميزة جدول التنقل

جدول التنقل

معلومات عن قوات وحدات حماية الشعب الكردي

اتهم رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا بتنفيذ هجوم الأربعاء في أنقرة، لكن متحدثا باسم الجماعة نفى لبي بي سي ضلوعها في التفجير.
معلومات عن قوات وحدات حماية الشعب الكردي

وتعرف وحدات حماية الشعب أيضا بوحدات الدفاع عن الشعب،
وهي المليشيات المسلحة الرئيسية للجنة الكردية العليا، في حكومة كردستان في سوريا.
وتضم الوحدات مسلحين أكرادا في الأساس، لكنها تجند أيضا بعض العرب، والأتراك، والغربيين.
وتشمل قيادتها وحدات من الأشوريين والسريان المسيحيين.
وتعد الوحدات نفسها جيشا ديمقراطيا للشعب، إذ يعين فيها الضباط بواسطة انتخابات تجرى داخليا.
ويرجع تاريخ تأسيسها - بحسب بعض المراقبين - إلى عام 2004، عقب سحق الحكومة السورية للتمرد الذي ظهر في القامشلي، وقتل فيه حوالي 30 كرديا.
وتوجد بين الجماعة وحدات لحماية النساء، أسست عام 2012، وتقول وسائل الإعلام الكردية إنه كان لأعضاء تلك الوحدات دور مهم خلال حصار مدينة كوباني (عين العرب).
وينتشر أعضاء الجماعة في مناطق الأكراد بسوريا، خاصة في الشمال، وشمال شرق البلاد. وينظر إليها على أنها الفرع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وأنها موالية لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
وعندما اندلعت الانتفاضة السورية في 2011، كان حزب الاتحاد الديمقراطي أحد الأحزاب الكردية المعارضة في سوريا. ولم تظهر وحدات حماية الشعب للعلن كقوة إلا بعد اندلاع الانتفاضة في 2011.
وفي عام 2012 حدثت مواجهة بين الوحدات وقوات الحكومة السورية في مدينة كوباني (عين العرب) الكردية وما يحيط بها من مناطق. وانسحبت قوات الحكومة بعد مفاوضات، وسيطرت قوات الوحدات على كوباني، وعامودا، وعفرين.
وبحلول ديسمبر/كانون الأول 2012، توسعت القوات فأصبحت تضم ثمانية ألوية.
واتخذت وحدات حماية الشعب أول الأمر نهجا دفاعيا في الصراع في سوريا، متفادية اشتباك قواتها مع قوات الحكومة السورية، التي واصلت سيطرتها على بعض المناطق الكردية.
لكنها غيرت سياستها عقب سيطرة مسلحي جبهة النصرة على بلدة رأس العين. وسارعت وحدات حماية الشعب إلى الهجوم على المناطق المحيطة التي كانت لا تزال تحت سيطرة قوات الحكومة لمنع امتداد سيطرة خصومهم في المعارضة. 

ووقعت معركة بين قوات وحدات حماية الشعب ومسلحي جبهة النصرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 انتهت بانتصار الوحدات في يوليو/تموز 2013.
وأثبتت الوحدات أنها القوة الكردية الوحيدة القادرة على مقاومة المسلحين الاسلاميين المتشددين. ومع انخراط الفصائل الكردية الأخرى، أصبحت هي جيش الأكراد في سوريا.
وواجهت وحدات حماية الشعب الكردية مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" في أكتوبر 2013 وسيطرت على تل كوجر. وتوقع صالح مسلم قائد حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب) أن تفضي هذه التطورات إلى تغييرات سياسية واجتماعية في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا.

وتعاونت الوحدات مع الجيش السوري الحر - بعد نشوب صراع بين فصائل المعارضة - في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" في الرقة. وشكلت الوحدات غرفة عمليات تضم فصائل من الجيش السوري الحر.
ولكن مسلحي التنظيم تمكنوا من الانتصار، وأخذوا يتقدمون باتجاه الأكراد في كوباني (عين العرب) في مارس/آذار، حتى بلغوا أبواب كوباني في سبتمبر/أيلول.
وتزامن حصار مسلحي التنظيم لكوباني مع تدخل التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في سوريا.
وبدأ التحالف في دعم قوات وحدات حماية الشعب جويا. وتوقع معظم المراقبين سحق مسلحي التنظيم للأكراد، لكن وحدات حماية الشعب الكردية فاجأت كثيرين بمقاومتها.
وفي 2015 تمكن الأكراد من فض حصار كوباني بالتعاون مع أمريكا، بعد نحو ستة أشهر.
وأثبتت وحدات حماية الشعب قدرتها على الضغط على مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية". وتمكنت فيما بعد من استعادة السيطرة على تل أبيض، وربط كوباني بالحسكة في يوليو 2015. وبدأت تسيّر دوريات على حدود المناطق الكردية، تشرف على العديد من حواجز التفتيش.
وبدأت الوحدات تتقدم في مناطق لا تقطنها أغلبية كردية. وعندما دخلت تل أبيض فر عدد من السكان من البلدة بسبب شدة القتال. وأدركت الوحدات أنها لا يمكنها التمدد خارج منطقة كردستان الغربية في شمال سوريا، إلا إن كانت جزءا من قوة أكبر تضم فصائل عربية.
وفي خريف 2015 أسست قوات سوريا الديمقراطية، وأعلن عنها في مؤتمر صحفي في أكتوبر 2015.
وعقب التقدم الذي حققه مؤخرا الجيش السوري في شمال حلب، تحركت بعض عناصر القوات الديمقراطية السورية من وحدات حماية الشعب إلى بعض المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر في المنطقة. وأخذت تركيا تقصف بالمدفعية قوات وحدات حماية الشعب وحلفائها قرب قاعدة منغ الجوية وفي مناطق أخرى.
ويعتقد أن وحدات حماية الشعب تمتلك بعض الأسلحة الثقيلة والدبابات التي غنمتها من مجموعات مسلحة أخرى أو من القوات السورية الحكومية.
ويقول مراقبون إن الوحدات تعتمد في تمويلها على الضرائب التي تجبيها في المناطق الكردية، وعلى دعم بعض الممولين في أوروبا وتركيا والجالية الكردية في مناطق أخرى من العالم.
وتقول تركيا إن وحدات حماية الشعب حليف لحزب العمال الكردستاني المحظور. وتخشى من اتساع رقعة سيطرتها خاصة في المنطقة الحدودية القريبة من الأراضي التركية، مثل إعزاز. وأعلنت صراحة على لسان مسؤولين رفضها لأي وجود كردي قرب حدودها، ترى فيه تهديدا لأمنها.
وعلى الرغم من قول بعض الخبراء بإن حزب الاتحاد الديمقراطي ومجموعة "وحدات حماية الشعب" يرتبطان بحزب العمال الكردستاني، فإن الحزب وجناحه العسكري ينفيان ذلك. لكنهما يقران بوجود تقارب عقائدي مع حزب العمال الذي يحظى زعيمه المسجون في تركيا عبد الله أوجلان بشعبية كبيرة في المناطق الكردية السورية.
وعلى الرغم من دعم الولايات المتحدة لقوات وحدات حماية الشعب الكردية جويا في تقدمها ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإنها كانت تلتزم بسياسة تسعى من ورائها إلى منع الوحدات من اكتساب قدرات عسكرية مستقلة قد تجعلها يوما ما خطرا على حليفتها تركيا.
لكن أمريكا أخذت تتخلى عن تلك السياسة في الوقت الذي بدأت فيه "قوات سوريا الجديدة" حليف الولايات المتحدة في التلاشي في سبتمبر/أيلول 2015. وتزامن ذلك مع تدخل روسيا عسكريا في سوريا، وضربها للمعارضة السورية.
وبدأت أمريكا في إسقاط أطنان من الإمدادات العسكرية لقوات وحدات حماية الشعب، وحلفائها من العرب والتركمان، في قتالها مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".

أخذ انخراط أمريكا منحى آخر خطيرا عندما أعلنت نشر 50 عسكريا من قواتها الخاصة لمساعدة الأكراد وحلفائهم في قتال التنظيم في سوريا.
وانتقدت الأمم المتحدة في يونيو 2015 قوات وحدات حماية الشعب قائلة إنها تجند أطفالا لا تتجاوز اعمارهم 18 سنة.
وقالت منظمة حقوق الإنسان أمنستي إنترناشوينال إن الوحدات طردت آلاف المدنيين من شمال سوريا، ودمرت منازلهم انتقاما منهم بسبب "علاقتهم بتنظيم الدولة الإسلامية"، لكن الوحدات تنفي هذه التهمة، وتقول إن معظم المدنيين تركوا منازلهم هربا من المعارك، وإنها ترحب بعودتهم.
وادعت الحكومة التركية في يونيو/حزيران 2015 أن قوات وحدات حماية الشعب تنفذ حملات تطهير عرقي كجزء من خطة لديها لربط مقاطعات الجزيرة وكوباني (عين العرب) في إقليم واحد.
ورغم خوض المقاتلين الأكراد معارك ضد النظام إلى جانب المعارضة في أماكن محددة، فإن بعض فصائل المعارضة لا تزال تنظر بريبة إلى الأكراد.

إرسال تعليق

0 تعليقات