ميزة جدول التنقل

جدول التنقل

تقرير : ماذا يحيك الاحتلال الاسرائيلي ضد الاقصى بعد اغلاقة

تنتاب الأوساط الفلسطينية الدينية والسياسية والشعبية، حالة من القلق الكبير على مصير آلاف الوثائق السرية والخرائط وأوراق الملكية الموجودة داخل غرف المسجد الأقصى، والتي ترجع لقرون مضت؛ بعد أن قام الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد وتحطيم كل غرفه والاستيلاء عليه لليوم الثالث على التوالي.



قلق الفلسطينيين وتخوّفهم من سرقة الاحتلال لتلك الوثائق الهامة ارتفعا خلال الساعات الماضية، بعد أن كشف أحد حرّاس المسجد الأقصى المبارك أنه رأى شاحنة إسرائيلية تدخل باحات المسجد، وتتوقف عند إحدى الغرف ويقوم الجنود بتحميل عدد كبير من الأغراض الخاصة بملكية المسجد ووزارة الأوقاف الفلسطينية.

محمد جويحان، أحد حراس المسجد الأقصى الذين تم اعتقالهم من قبل الاحتلال صباح الجمعة 14 يوليو 2017، روى لـ"الخليج أونلاين" تفاصيل اقتحام الاحتلال في اليوم الأول، وقال إنه رأى أفراداً من شرطة الاحتلال تقوم بتحطيم كل الأقفال الموضوعة على أبواب غرف المسجد، واقتحامها والعبث بمحتويتها وسرقة ما فيها.

وأضاف: "الاحتلال حاول جاهداً منع حراس المسجد الذين اعتقلهم من مشاهدة ما يجري من عمليات تفتيش ومداهمات لكل غرف وأقسام المسجد الأقصى، خلال اليوم الأول من اقتحامه والسيطرة عليه"، إلا أنه سمع أحد الجنود يقول "إنه سيتم تفتيش كل الغرف وأخذ كل ما يلزم".

- تفتيش

وذكر جويحان أن قوات الاحتلال التي اقتحمت المسجد "كانت تعلم تماماً ماذا تريد، وأي الغرف التي تقتحمها وماذا تأخذ معها"، الأمر الذي يدلل على أن تلك الهجمة كان معداً لها في السابق، والعملية البطولية للشهداء الفلسطينيين الثلاثة كانت مجرد ذريعة وسبب للسيطرة على الأقصى وسرقة محتوياته الهامة، وفق قوله.

مقدسي آخر تحدث لـ"الخليج أونلاين" عمّا شاهده خلال اقتحام الاحتلال للأقصى، مؤكداً أنه رأى أكثر من 3 سيارات عسكرية إسرائيلية تقتحم غرف المسجد، ويقوم الجنود بوضع كراتين معبأة بأوراق من الموجودة في غرف المسجد في هذه السيارات، قبل أن تغادر المكان على وجه السرعة.

وذكر المقدسي أنه شاهد كذلك بعض عمال النظافة الإسرائيليين يقومون بتنظيف بعض الغرف ومحيط قبة الصخرة بعد اقتحامها؛ الأمر الذي يرجح أن يكون الاحتلال قد زرع كاميرات تجسس وأجهزة تنصت داخل المسجد الأقصى وغرفة وباحاته لمراقبة كل الموجودين داخله، إضافة إلى وضع أكثر من 10 بوابات إلكرتونية للتفتيش، بحسب قوله.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها "الخليج أونلاين"، فقد اقتحمت قوات الاحتلال مركز المخطوطات، ومركز إحياء التراث، ومركز المتحف الإسلامي الذي يقتني كنوزاً يعود تاريخها إلى آلاف السنين، بالإضافة إلى أنه اقتحم قسم الوثائق وقسم الوقفيات، التي تربط الماضي الإسلامي بالحاضر.

إلى ذلك حذرت هيئات مقدسية من استغلال الاحتلال لإغلاق المسجد الأقصى، وخروجه عن دائرة سيطرة الأوقاف الإسلامية، للعمل على نهب مخطوطاته التاريخية وتحويل السيادة على الحرم القدسي من إسلامية لـ"إسرائيلية"، معربةً عن خشيتها الكبيرة ممَّا يحدث داخل الأقصى أثناء إغلاقه وسيطرة قوات الاحتلال عليه، خاصة فيما يتعلق بمصير آلاف المخطوطات التاريخية.

وأشارت الهيئات إلى أن الاحتلال قد يعمد إلى الاستيلاء على الوثائق وأوراق الملكية والوقفية التي تعود للأوقاف الإسلامية، كما أعربت عن مخاوفها من تفعيل فكرة التقسيم المكاني، وتركيب آلات تجسس وتصوير داخل أروقة الحرم القدسي الشريف.


- سرقة تاريخ الأقصى

عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى المبارك، عبّر عن قلقه وتخوفه الشديدين من أن تقوم سلطات الاحتلال بسرقة الوثائق وأوراق الملكية والمخطوطات والخرائط من المسجد الأقصى المبارك، خلال إغلاقها والسيطرة عليه منذ صباح الجمعة 14 يوليو 2017.

وأوضح الكسواني، لـ"الخليج أونلاين"، أن تلك الوثائق والأوراق تعود لآلاف السنين، وهي ملك خاصة للمسجد الأقصى ووزارة الأوقاف الإسلامية، ومحاولة الاحتلال التعدي عليها بالسرقة أو الاستيلاء "أمر مرفوض تماماً، ويعني ضياع تاريخ الأقصى بأكمله".

وذكر أنهم فور سماح الاحتلال بدخول المسجد الأقصى سيقومون بجولة تفقد لكل الغرف والأقسام في المسجد المبارك، ومعرفة ما تم سرقته أو الاستيلاء عليه من قبل قوات الاحتلال، معتبراً ذلك "تعدياً خطيراً وخطوة غير مسبوقة وتصعيداً من قبل الاحتلال".

من جانبه، حذر الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، من أن يكون الاحتلال يحاول تزييف تاريخ ومكانة المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً في تصريح خاص لـ"الخليج أونلاين"، أن سيطرة الاحتلال على المسجد لثلاثة أيام تحمل دلائل خطيرة في ظل الحديث عن سرقة وثائق هامة من الأقصى.

وأوضح أن ما يجري في الأقصى من اعتداءات وإغلاق وسرقة وتهويد وتهجير، "يأتي ضمن المخططات الإسرائيلية للسيطرة على الأقصى بأكمله، وتفريغه من بعده الإسلامي الكبير عبر تزييف الحقائق والوثائق".

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد أمر بإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين والزوار بشكل كامل صباح الجمعة 14 يوليو 2017، ومُنع المصلون من أداء الصلاة فيه، في أعقاب عملية إطلاق نار نفذها 3 شبان من مدينة أم الفحم، وأدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين، واستشهاد المنفذين، في باحات المسجد.

وأدى الفلسطينيون صلاة الجمعة في شوارع القدس، عقب منعهم من الدخول، واستمر إغلاق الأقصى لليوم الثالث على التوالي، وذلك في سابقة تحدث لأول مرة منذ عام 1969، وأثار الإغلاق تنديداً وغضباً عارماً فلسطينياً وعربياً وإسلامياً.

إرسال تعليق

0 تعليقات