ميزة جدول التنقل

جدول التنقل

ماذا يعني نقل السفارة الأمريكية للقدس ؟


كثرت في الآونة الأخيرة التصريحات المنددة بنية الرئيس الأمريكي المنتخب نقل سفارة بلادها من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة .

ويجهل الكثيرون تداعيات نقل السفارة والأسباب التي منعت الرؤساء السابقين للولايات المتحدة وعدد من الدول الداعمة للاحتلال من تنفيذها.
وتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس من خلال الوعود التي أطلقها خلال حملته الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة.
مساعد وزير الخارجية الأسبق محمود العجرمي شدد على خطورة نقل سفارة واشنطن للقدس، موضحاً أنها تعد إعلاناً صريحاً من قبل الادارة الأمريكية "بدفن" مشروع الدولة الفلسطينية لصالح الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت العجرمي ، أنها ستكون خطوة غير مسبوقة في تجاوز قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة منذ تأسيس دولة الكيان، مشيراً أنها ستشجع عدد من الدول التي تتردد حتى اليوم في القيام بمثل هذه الخطوة.
وأوضح أن القرار اعتداء على القانون الدولي والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، مضيفاً أنها اعتراف بحق الاحتلال باكتساب الشرعية باحتلال أراضي الغير.
وأشار مساعد وزير الخارجية أن تنفيذها سيكون اعلاناً صريحاً على دوس القانون الدولي من قبل القوة العظمى في العالم وهي الولايات المتحدة، داعياً للتصدي لمثل هذه الخطوة.
واستبعد تفاعل السلطة الفلسطينية مع الخطوة خاصة أن الكثير من التهديدات والتصريحات التي أعلنتها قيادات السلطة وحركة فتح لم تترجم فعليا ولو بخطوة واحدة على الأرض، لافتاً أنها وضعت الأوراق الفلسطينية بالسلة الأمريكية بعد اتفاقية اوسلو.
وبين العجرمي أن السلطة لم تتفاعل مع القرارات والمواقف الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية وتجاهلتها وعملت على تعطيل الكثير منها كخدمة للاحتلال، متسائلاً عن جديتها في مواجهة القرار مع تأكيدها على تقديس التنسيق الأمني والالتزام بالمفاوضات والنهج السلمي.
وطالب الفصائل الفلسطينية "الجادة" باتخاذ خطوات عملية لوقف القرار والتصدي له من خلال تعزيز المقاومة وعزل التيار المفاوض عن القرار الفلسطيني، داعياً إياها لتعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية الداعمة لقضيتنا وحشد القوة على الساحة الفلسطينية لمواجهة التبعات.
وكانت وسائل إعلام أميركية نقلت عن المتحدثة باسم ترامب كيلي كنواي، قولها إن نقل السفارة إلى القدس "يحظى بأولوية كبيرة" لدى ترامب.
وأكد المحلل السياسي ناجي شراب أن الوضع الحالي والتدهور الذي تمر به المنطقة العربية يساعد الولايات المتحدة الأمريكية على تنفيذ هذه الخطوة بالإضافة لعدم وجود تأثير دولي.
ولفت شراب أن التداعيات السياسية لهذا الموضوع كبيرة وأولها توسيع رقعة المواجهة العربية الإسرائيلية لتصبح مواجهة "عربية إسرائيلية أمريكية".
ورأي أن الدول العربية ليست في موقف قوي لاتخاذ قرار يعارض واشنطن، موضحاً أن خطورة الخطوة تكمن باعتبارها اعترافاً نهائيا بـ "إسرائيل" وبالقدس عاصمة لها والتالي استبعادها من المفاوضات وفقًا للمنظور الأمريكي، وسيتم التعامل مع هذا الملف عالميًا وليس فقط أمريكيًا.
واستدرك المحلل أن بتنفيذها تنتهي عملية التسوية ولا يمكن أن تكون الولايات المتحدة وسيطًا نزيهًا فيها.
ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر سياسية "إسرائيلية" قولها بان من المتوقع الإعلان عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الأسبوع المقبل.
وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ كمال الخطيب، إن نقل السفارة الى مدينة القدس سيعزز خطوات الاحتلال التهويدية للقدس.
وأضاف الخطيب في حديث لـ شهاب، أن نقل السفارة سيعزز من هيمنة الاحتلال على القرار الأمريكي، لافتة إلى أن القيادات الأمريكية السابقة لم تتجرأ على فعل هذه الخطوة.
وأكد أن الشارع الفلسطيني سيتحرك ولن يقبل هذه الخطوة في حال إجرائها، مطالباً الدول العربية  والإسلامية مواجهة مثل هذه المواقف الأمريكية وعدم الاكتفاء بالاستنكار والتنديد.
ومنذ الإعلان عن قيام دولة الاحتلال تحدث جميع المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، بأنهم سيهتمّون بنقل سفارة بلادهم إلى القدس، وتعاظمت كمية الوعود باحتلال القدس عام 1967.
 فمنذ أوائل السبعينات الماضية وإلى الآن، لم يتخلف الرؤساء الأمريكيون، عن إرسال الوعود بنقل السفارة، بدءاً من "ريتشارد نيكسون" إلى "باراك أوباما "، لكنهم بقوا على تفضيلهم التراجع عن الوفاء بوعودهم، خشية المسّ بعلاقات ومصالح الولايات المتحدة مع دول المنطقة العربية والإسلامية، وبذريعة أنه لا يجب الإسراع بتنفيذ فكرة النقل ما لم يتم الاتفاق بشأنها.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي، قد بلغ الذروة بصدد هذه الخطوة، حيث أقر قانوناً في العام 1995، وحدد بأن على الولايات المتحدة نقل السفارة إلى القدس في موعدٍ أقصاه الآخر من أيار 1999، ولكنّ ذلك لم يحدث بعد، بسبب معارضة الرئيس "بيل كلينتون"، برغم مصادقته على القانون، وبعد تأكيده ذات مرّة بأن الولايات المتحدة قد عيّنت مكانها.
المصدر : شهاب

إرسال تعليق

0 تعليقات