ميزة جدول التنقل

جدول التنقل

مِنْ آفَاتِ الْعِلْمِ، وَأَسْبَابِ مَحْقِ الْبَرَكَةِ عَنْهُ

أَنَّ مِنْ آفَاتِ الْعِلْمِ، وَأَسْبَابِ مَحْقِ الْبَرَكَةِ عَنْهُ: أَنْ تَطْلُبَ بِهِ الرِّئَاسَةَ عَلَى الْخَلْقِ، وَالتَّعَاظُمَ عَلَيْهِمْ، وَأَنْ يُرِيدَ طَالِبُهُ بِعِلْمِهِ أَنْ يَنْقَادَ لَهُ النَّاسُ، وَيَخْضَعُوا لَهُ، وَأَنْ يَصْرِفُوا إِلَيْهِ وُجُوهَهُمْ، فَيُظْهِرَ لِلنَّاسِ زِيَادَةَ عِلْمِهِ عَلَى الْعُلَمَاءِ؛ لِيَعْلُوَ بِهِ عَلَيْهِمْ، وَنَحْوَ ذَلِكَ، فَهَذَا مَوْعِدُهُ النَّارُ - عِيَاذاً بِاللهِ مِنْهَا - فَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ الرَّسُولُ r: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ: أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ]، وَفِي رِوَايَةٍ لابْنِ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ t قَالَ: قَالَ الرَّسُولُ r:
«لاَ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلاَ لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلاَ تَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارُ النَّارُ». قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: «وَلاَ يَكُنْ حَظُّ أَحَدِكُمْ مِنْ عَلْمِهِ أَنْ يَقُولَ لَهُ النَّاسُ: عَالِمٌ»، فَأَخْلِصُوا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ للهِ تَعَالَى، وَاصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا، وَاحْذَرُوا مِنَ الاِسْتِعْجَالِ فِي الْحَصَادِ، فَإِنَّ الْبِدَايَةَ مَزَلَّةٌ، وَمَنْ تَصَدَّرَ قَبْلَ حِينِهِ، فَضَحَهُ اللهُ فِي حِينِهِ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فَاسْتَغْفِرُوهُ، وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

إرسال تعليق

0 تعليقات