بتاريخ 12 من شعبان 1434هـ الموافق 21 / 6 / 2013م
موقع تغطية : خطبة الجمعة : سُبُلُ عِلاَجِ ضَعْفِ الإِيمَانِ مكتوبة pdf
إنَّ
الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ،
وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ
أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ
فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ
لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ([ آل عمران: 102]، )يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ( [النساء:1]، )يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزًا عَظِيمًا ( [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ تَعَالَى، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ r، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
سَبَقَ
أَنْ ذَكَرْنَا فِي الْجُمُعَةِ الْمَاضِيَةِ أَنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ
وَيَقْوَى بِالطَّاعَةِ، وَيَنْقُصُ وَيَضْعُفُ بِالْمَعْصِيَةِ،
وَذَكَرْنَا أَيْضاً بَعْضَ الأَسْبَابِ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَى ضَعْفِ
الإِيمَانِ وَنَقْصِهِ، وَسَنَتَحَدَّثُ فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ -بِإِذْنِ
اللهِ تَعَالَى- عَنْ سُبُلِ عِلاَجِ ضَعْفِ الإِيمَانِ، وَعَنِ الأُمُورِ
الَّتِي تُجَدِّدُ الإِيمَانَ وَتُقَوِّيهِ؛ لأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى
الْمُسْلِمِ أَنْ يَسْعَى دَائِماً فِي زِيَادَةِ إِيمَانِهِ،
وَيَتَجَنَّبَ أَسْبَابَ ضَعْفِهِ.
وَقَبْلَ
الشُّرُوعِ فِي الْكَلاَمِ عَنِ الْعِلاَجِ: يَحْسُنُ ذِكْرُ مَلاَحَظَةٍ
أَسَاسِيَّةٍ، وَهِيَ أَنَّ كَثِيراً مِنَ الَّذِينَ يُحِسُّونَ بِقَسْوَةِ
قُلُوبِهِمْ يَبْحَثُونَ عَنْ عِلاَجَاتٍ خَارِجِيَّةٍ يُرِيدُونَ
الاِعْتِمَادَ فِيهَا عَلَى الآخَرِينَ، مَعَ أَنَّ بِمَقْدُورِهِمْ
بِإِذْنِ اللهِ - لَوْ أَرَادُوا - عِلاَجَ أَنْفُسِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ،
وَهَذَا هُوَ الأَصْلُ؛ لأَِنَّ الإِيمَانَ عَلاَقَةٌ بَيْنَ الْعَبْدِ
وَرَبِّهِ.
وَفِيمَا
يَلِي التَّذْكِيرُ بِعَدَدٍ مِنَ الْوَسَائِلِ الشَّرْعِيَّةِ، الَّتِي
يُمْكِنُ لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ يُعَالِجَ بِهَا ضَعْفَ إِيمَانِهِ،
وَيُزِيلَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ بَعْدَ الاِعْتِمَادِ عَلَى اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ، وَتَوْطِينِ النَّفْسِ عَلَى الْمُجَاهَدَةِ، فَمِنْ تِلْكَ
الْوَسَائِلِ:
الاِتِّصَالُ
بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَتَدَبُّرُ آيَاتِهِ، فَالْقُرْآنُ الْكَرِيمُ
أَنْزَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ، وَنُوراً
يَهْدِي بِهِ سُبْحَانَهُ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ، قَالَ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ: )أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا( [محمد:24]، وَلاَ شَكَّ أَنَّ فِيهِ عِلاَجاً عَظِيماً وَدَوَاءً فَعَّالاً، يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: )وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا( [الإسراء:82]. أَمَّا طَرِيقَةُ الْعِلاَجِ: فَهِيَ دَوَامُ التِّلاَوَةِ وَالتَّفَكُّرِ وَالتَّدَبُّرِ، وَالعَمَلُ بِمَا فِيهِ.
وَمِنْ
تِلْكَ الْوَسَائِلِ أَيْضاً: اسْتِشْعَارُ عَظَمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،
وَمَعْرِفَةُ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَالتَّدَبُّرُ فِيهَا وَعَقْلُ
مَعَانِيهَا، وَاسْتِقْرَارُ هَذَا الشُّعُورِ فِي الْقَلْبِ،
وَسَرَيَانُهُ إِلَى الْجَوَارِحِ؛ لِتَنْطِقَ عَنْ طَرِيقِ الْعَمَلِ
بِمَا وَعَاهُ الْقَلْبُ، فَهُوَ مَلِكُهَا وَسَيِّدُهَا، وَهِيَ
بِمَنْزِلَةِ جُنُودِهِ وَأَتْبَاعِهِ، فَإِذَا صَلَحَ صَلَحَتْ، وَإِذَا
فَسَدَ فَسَدَتْ، قَالَ تَعَالَى: )وَمَا
قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ( [الزمر:67].
وَمِنَ
الأَسْبَابِ الَّتِي تُقَوِّي الإِيمَانَ: الاِسْتِكْثَارُ مِنَ
الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً، وَمَلْءُ الْوَقْتِ بِهَا،
وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْعِلاَجِ، وَهُوَ أَمْرٌ عَظِيمٌ
وَأَثَرُهُ فِي تَقْوِيَةِ الإِيمَانِ ظَاهِرٌ كَبِيرٌ، يَقُولُ
سُبْحانَهُ: )إِنَّ
الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا
مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ
تَبُورَ( [فاطر:29]، وَقَدْ ضَرَبَ الصِّدِّيقُ t فِي ذَلِكَ مَثَلاً عَظِيماً، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ -رَحِمَهُ اللهُ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟»
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: « فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ
مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ».
إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ وَالإِيمَانِ:
وَمِنْ
تِلْكَ الأَسْبَابِ أَيْضاً: تَنْوِيعُ الْعِبَادَاتِ، فَمِنْ رَحْمَةِ
اللهِ وَحِكْمَتِهِ أَنْ نَوَّعَ عَلَيْنَا الْعِبَادَاتِ، فَمِنْهَا مَا
يَكُونُ بِالْبَدَنِ كَالصَّلاَةِ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ بِالْمَالِ
كَالزَّكَاةِ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ بِهِمَا مَعاً كَالْحَجِّ، وَمِنْهَا
مَا هُوَ بِاللِّسَانِ كَالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ. وَحَتَّى النَّوْعُ
الْوَاحِدُ يَنْقَسِمُ إِلَى فَرَائِضَ وَسُنَنٍ مُسْتَحَبَّةٍ،
وَالْفَرَائِضُ تَتَنَوَّعُ، وَكَذَلِكَ السُّنَنُ، وَهَكَذَا، فَمَنْ
يَتَتَبَّعِ الْعِبَادَاتِ يَجِدْ تَنْوِيعاً عَظِيماً فِي الأَعْدَادِ
وَالأَوْقَاتِ وَالْهَيْئَاتِ وَالصِّفَاتِ وَالأَحْكَامِ، وَلَعَلَّ مِنَ
الْحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ: أَنْ لاَّ تَمَلَّ النَّفْسُ وَيَسْتَمِرَّ
التَّجَدُّدُ، ثُمَّ إِنَّ النُّفُوسَ لَيْسَتْ مُتَمَاثِلَةً فِي
انْجِذَابِهَا وَإِمْكَانَاتِهَا، وَقَدْ تَسْتَلِذُّ بَعْضُ النُّفُوسِ
بَعْضَ الْعِبَادَاتِ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهَا، وَسُبْحَانَ الَّذِي جَعَلَ
أَبْوَابَ الْجَنَّةِ عَلَى أَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ، كَمَا جَاءَ فِي
حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللهِ r قَالَ: «مَنْ
أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ
الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ
الصَّلاَةِ: دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ
الْجِهَادِ: دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ
الصِّيَامِ: دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ
الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
وَمِمَّا
يُعَالَجُ بِهِ ضَعْفُ الإِيمَانِ: الإِكْثَارُ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ،
وَالْخَوْفُ مِنْ سُوءِ الْخَاتِمَةِ، وَقِصَرُ الأَمَلِ، مَعَ
التَّفَكُّرِ فِي حَقَارَةِ الدُّنْيَا، فَذِكْرُ الْمَوْتِ يَدْفَعُ
الْمُسْلِمَ إِلَى الطَّاعَةِ وَيُجَدِّدُ الإِيمَانَ فِي الْقَلْبِ،
يَقُولُ الرَّسُولُ r: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ»، يَعْنِي الْمَوْتَ [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t].
وَلاَ
شَكَّ أَنَّ تَذَكُّرَ الْمَوْتِ وَالْخَوْفَ مِنْ سُوءِ الْخَاتِمَةِ
يَرْدَعُ عَنِ الْمَعَاصِي وَيُلَيِّنُ الْقَلْبَ الْقَاسِيَ، وَمِنْ
أَعْظَمِ مَا يُذَكِّرُ بِالْمَوْتِ زِيَارَةُ الْقُبُورِ، وَلِذَلِكَ
أَمَرَ النَّبِيُّ r بِزِيَارَتِهَا فَقَالَ: «كُنْتُ
نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ أَلاَ فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّهَا
تُرِقُّ الْقَلْبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ، وَلاَ
تَقُولُوا هُجْراً» [أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ t].
أَمَّا
قِصَرُ الأَمَلِ مَعَ التَّفَكُّرِ فِي حَقَارَةِ الدُّنْيَا: فَهَذَا
مُهِمٌّ جِدّاً فِي تَجْدِيدِ الإِيمَانِ، يَقُولُ ابْنُ الْقَيِّمِ
رَحِمَهُ اللهُ: «وَمِنْ أَعْظَمِ مَا فِيهَا هَذِهِ الآيَةُ: ) أَفَرَأَيْتَ
إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ *
مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ( [الشعراء:205-207]، )كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ( [يونس:45]،
فَهَذِهِ كُلُّ الدُّنْيَا، فَلاَ يُطَوِّلِ الإِنْسَانُ الأَمَلَ
يَقُولُ: سَأَعِيشُ وَسَأَعِيشُ، وَهُوَ مَدْفُوْعٌ إِلَى الْمَوْتِ».
وَمِنَ
الأُمُورِ الَّتِي تُجَدِّدُ الإِيمَانَ وَتُقَوِّيهِ -يَا عِبَادَ
اللهِ-: التَّفَكُّرُ فِي الآيَاتِ الْكَوْنِيَّةِ وَالتَّفَاعُلُ مَعَهَا؛
فَإِنَّهَا صَفْحَةٌ مَفْتُوحَةٌ لِلتَّدَبُّرِ فِي عَظَمَةِ اللهِ
تَعَالَى وَجَلاَلِهِ، وَإِفْرَادِهِ تَعَالَى بِالْعِبَادَةِ، وَقَدْ
ذَكَّرَ اللهُ تَعَالَى بِهَا فِي كَثِيرٍ مِنْ آيَاتِ كِتَابِهِ
الْكَرِيمِ، قَالَ تَعَالَى: ) إِنَّ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ
النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا
بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ
وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ( [البقرة:164]، وَرَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ r كَانَ
إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَتْ
عَائِشَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَى النَّاسَ
إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ،
وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ؟!
فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، مَا يُؤَمِّنُنِي
أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ؟! قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ
رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا: )هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا( [الأحقاف:24]» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. وَكَانَ r يَقُومُ فَزِعاً إِذَا رَأَى الْكُسُوفَ، كَمَا جَاءَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ t قَالَ: «خَسَفَتِ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ r فَزِعاً يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ».
وَلاَ
شَكَّ أَنَّ تَفَاعُلَ الْقَلْبِ مَعَ هَذِهِ الظَّوَاهِرِ وَالْفَزَعَ
مِنْهَا: يُجَدِّدُ الإِيمَانَ فِي الْقَلْبِ، وَيُذَكِّرُ بِعَذَابِ اللهِ
وَبَطْشِهِ، كَمَا يَرَسِّخُ فِي الْقُلُوبِ اسْتِشْعَارَ عَظَمَتِهِ
وَقُوَّتِهِ وَجَلاَلِهِ.
عِبَادَ اللهِ:
وَمِنَ
الأُمُورِ البْاَلِغَةِ الأَهَمِّيَّةِ فِي عِلاَجِ ضَعْفِ الإِيمَانِ:
ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى، فَهُوَ جِلاَءُ الْقُلُوبِ وَشِفَاؤُهَا،
وَدَوَاؤُهَا عِنْدَ اعْتِلاَلِهَا، وَهُوَ رُوحُ الأَعْمَالِ
الصَّالِحَةِ، وَقَدْ أَمَرَ اللهُ بِهِ فَقَالَ: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا( [الأحزاب:41]، وَوَعَدَ بِالْفَلاَحِ مَنْ أَكْثَرَ مِنْهُ فَقَالَ: )وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( [الجمعة:10].
وَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: )وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ( [العنكبوت:45]. وَهُوَ وَصِيَّةُ النَّبِيِّ r لأُمَّتِهِ، فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ t
أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ
قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ. قَالَ: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»
[رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ]. وَبِالذِّكْرِ يَصْرَعُ
الْعَبْدُ الشَّيْطَانَ كَمَا يَصْرَعُ الشَّيْطَانُ أَهْلَ الْغَفْلَةِ
وَالنِّسْيَانِ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ الَّذِينَ تَمَسُّهُمُ الشَّيَاطِينُ
هُمْ مِنْ أَهْلِ الْغَفْلَةِ الَّذِينَ لَمْ يَتَحَصَّنُوا بِالأَوْرَادِ
وَالأَذْكَارِ، وَلِذَلِكَ سَهُلَ تَلَبُّسُ الشَّيَاطِينِ بِهِمْ، وَاللهُ
الْمُسْتَعَانُ.
وَمِنَ
الأُمُورِ الَّتِي تُجَدِّدُ الإِيمَانَ وَتُقَوِّيهِ: مُنَاجَاةُ اللهِ
وَالاِنْكِسَارُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَكَلَّمَا كَانَ
الْعَبْدُ أَكْثَرَ ذِلَّةً وَخُضُوعاً لِلَّهِ: كَانَ إِلَيْهِ أَقْرَبَ،
وَلِهَذَا قَالَ رَسُولُ اللهِ r : «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t]؛
وَذَلِكَ لأَنَّ حَالَ السُّجُودِ فِيهَا ذِلَّةٌ وَخُضُوعٌ لَيْسَتْ فِي
بَقِيَّةِ الْهَيْئَاتِ وَالأَوْضَاعِ، فَلَمَّا أَلْزَقَ الْعَبْدُ
جَبْهَتَهُ فِي الأَرْضِ - وَهِيَ أَعْلَى شَيْءٍ فِيهِ - صَارَ أَقْرَبَ
مَا يَكُونُ مِنْ رَبِّهِ.
نَسْأَلُ
اللهَ تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلَى أَنْ
يَزِيدَ إِيمَانَنَا جَمِيعاً، وَيُجَنِّبَنَا أَسْبَابَ ضَعْفِهِ،
وَيَزِيدَنَا قُرْباً إِلَيْهِ، وَيَجْعَلَنَا مِنْ عِبَادِهِ
الْمُخْلِصِينَ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ
للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ
الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَصَحْبِهِ وَمَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا
اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَلاَزِمُوا أَسْبَابَ زِيَادَةِ الإِيمَانِ،
وَصَابِرُوا عَلَيْهَا: تَحْظَوْا بِالْقُرْبِ مِنَ اللهِ تَعَالَى،
وَالْفَلاَحِ فِي الدَّارَيْنِ، قَالَ تَعَالَى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( [آل عمران: 200].
إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ وَالإِيمَانِ:
وَمِنْ
أَهَمِّ سُبُلِ عِلاَجِ ضَعْفِ الإِيمَانِ: لُزُومُ حِلَقِ الذِّكْرِ؛
فَهُوَ يُؤَدِّي إِلَى زِيَادَةِ الإِيمَانِ لِعِدَّةٍ أَسَبَابٍ، مِنْهَا:
مَا يَحْصُلُ فِيهَا مِنْ ذِكْرِ اللهِ وَغِشْيَانِ الرَّحْمَةِ،
وَنُزُولِ السَّكِينَةِ، وَحَفِّ الْمَلاَئِكَةِ لِلذَّاكِرِينَ، وَذِكْرِ
اللهِ لَهُمْ فِي الْمَلأِ الأَعْلَى، وَمُبَاهَاتِهِ بِهِمُ
الْمَلاَئِكَةَ، وَمَغْفِرَتِهِ لِذُنُوبِهِمْ؛ قَالَ r فَيِمَا رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ t: «وَمَا
اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ
اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ
السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ،
وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]. وَقَدْ
كَانَ الصَّحَابَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- يَسْتَشْعِرُونَ أَهَمِّيَّةَ
لُزومِ الذِّكْرِ فِيْ زِيَادَةِ الإيْمَان، حَتَّى خَافُوا عَلَى
أَنْفِسِهِم مِنَ التَّقْصِيرِ فِيهَا، فَقَدْ رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ
أَيْضاً رَحِمَهُ اللهُ فِي صَحِيحِهِ عَنْ حَنْظَلَةَ الأُسَيِّدِيِّ t
قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ؟
قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا
تَقُولُ؟! قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ r عَافَسْنَا
الأَزْوَاجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ [يَعْنِي: انْشَغَلْنَا
بِالْمَعَاشِ مِنْ مَالٍ أَوْ حِرْفَةٍ أَوْ صَنْعَةٍ] فَنَسِينَا
كَثِيرًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ، إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ
هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ r قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: «وَمَا ذَاكَ؟!»
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ
وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ
عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا
كَثِيرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ! r: «وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي
وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي
طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ -يَا حَنْظَلَةُ ـ سَاعَةً وَسَاعَةً – ثَلاَثَ
مَرَّاتٍ». وَكَانَ الصَّحَابَةُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ
يَحْرِصُونَ عَلَى الْجُلُوسِ لِلذِّكْرِ وَيُسَمُّونَهُ إِيمَاناً، قَالَ
مُعَاذٌ t لِرَجُلٍ: «اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً».
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
وَمُحَاسَبَةُ النَّفْسِ مُهِمَّةٌ فِي تَجْدِيدِ الإِيمَانِ، يَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ( [الحشر:18]، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ t: «حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا»، وَيَقُولُ الْحَسَنُ t:
«لاَ تَلْقَى الْمُؤْمِنَ إِلاَّ وَهُوَ يُحَاسِبُ نَفْسَهُ»، وَقَالَ
مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ -رَحِمَهُ اللهُ-: «إِنَّ التَّقِيَّ أَشَدُّ
مُحَاسَبَةً لِنَفْسِهِ مِنْ شَرِيكٍ شَحِيحٍ». وَقَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ
رَحِمَهُ اللهُ: «وَهَلاَكُ النَّفْسِ مِنْ إِهْمَالِ مُحَاسَبَتِهَا،
وَمِنْ مُوَافَقَتِهَا وَاتِّبَاعِ هَوَاهَا». فَلاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ
لِلْمُسْلِمِ وَقْتٌ يَخْلُو فِيهِ بِنَفْسِهِ، فَيُرَاجِعُهَا
وَيُحَاسِبُهَا وَيَنْظُرُ فِي شَأْنِهَا، وَمَاذَا قَدَّمَ مِنَ الزَّادِ
لِيَوْمِ الْمَعَادِ؟.
وَخِتَاماً:
فَإِنَّ دُعَاءَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَقْوَى الأَسْبَابِ الَّتِي
يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَبْذُلَهَا، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ r: «إِنَّ
الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ،
فَاسْأَلُوا اللهَ أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ» [رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍِ].
اللَّهُمَّ
إِنَّا نَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَصِفَاتِكَ الْعُلَى أَنْ
تُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِنَا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا
الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ
وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ،
بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ،
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ
وَالْمُشْرِكِينَ، وَارْفَعْ رَايَةَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَالدِّينِ،
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا,
وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا, وَأَصْلِحْ لَنَا
آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا, وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةًَ
لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ،وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ
شَرٍّ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ،
وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ؛ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ،
إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاَةَ
أُمُورِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ
وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنّاً بِالْعَدْلِ
وَالإِيمَانِ، وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ.
لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة ودروس الإمام الكويت
0 تعليقات
أهلا وسهلا ومرحبا بك في موقع تغطية مباشر : ضع ردا يعبر عن اناقة أخلاقك ، سنرد على اي استفسار نراه يحتاج الى اجابة ، ادعمنا برأيك وضع تعليقا للتشجيع ..