ميزة جدول التنقل

جدول التنقل

أبو حمدية.. جنرال الحركة الأسيرة وشهيدها صاحب الرقم 20

الخليل/ فلسطين: الشهيد الأسير ميسرة أبو حمدية، صاحب الرقم ( 204 ) من قائمة شهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، والذي استشهد صباح أمس في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، بعد صراع طويل مع مرض السرطان في الحنجرة. الشهيد أبو حمدية ابن مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، ولد عام 1948 ، حاصل على دبلوم في الإلكترونيات من القاهرة ودرس الحقوق في جامعة بيروت، ولم يكمل دراسته بسبب الملاحقة الإسرائيلية واعتقاله في سجون الاحتلال، لمرات عديدة.
والتحق الأسير أبو حمدية المكنى ب"أبي طارق" في الفترة الأخيرة قبل استشهاده، بجامعة الأقصى في قطاع غزة، لدراسة التاريخ بالمراسلة. والتحق "أبو طارق" بصفوف الثورة الفلسطينية عام 1968 , وكان من مناضلي القطاع الغربي في لبنان، حيث تميز بأخلاقه ودينه وخبراته التقنية الفنية في مجال التصنيع المقاوم، وكان واضحًا ومميزًا في توجهه الإسلامي . واعتقل أبو حمدية عام 1969 ، بتهمة الانتماء لاتحاد طلاب فلسطين، وأبعد إلى المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1970 ، بعد اعتقاله لعدة مرات في الأعوام السابقة، حيث تنقل في الفترة ما بين عامي 1970 – 1975 ، بين الكويت وسوريا ولبنان والأردن. وانضم أبو طارق إلى معسكرات حركة فتح في لبنان وسوريا، بعد أن انتمى إليها في عام 1970 أثناء دراسته في العاصمة المصرية القاهرة. وكان الشهيد مقاتلاً في لبنان ضمن كتيبة الجرمق الطلابية. وكانت قوات الاحتلال تعتقل الشهيد أبو حمدية كلما عاد إلى الضفة الغربية بشكل إداري، وتعيد إبعاده إلى الأردن مرة أخرى، حيث اعتقل عام 1976 ،إداريًا وأفرج عنه بعد عامين إلى الأردن في عام 1978 . وعمل أبو حمدية مع مكتب الشهيد خليل الوزير "أبوجهاد" في الأردن منذ عام 1979 ، ومن ثم انتقل إلى العمل في مكتب الانتفاضة منذ عام 1988 ، وبقي هناك حتى عام 1998 ، حيث كان برتبة مقدم على سلسلة رتب منظمة التحرير الفلسطينية. ورفضت (إسرائيل) دخول أبو حمدية مع العائدين بعد اتفاق أوسلو عام 1993 ، لكنه عاد في عام 1998 ، إلى الضفة الغربية إثر انعقاد المؤتمر الوطني السادس وبعد تدخل الرئيس الراحل ياسر عرفات "أبوعمار". وعمل الشهيد أبو طارق في التوجيه السياسي برتبة عقيد لفترة قصيرة، ثم انتقل إلى العمل في صفوف جهاز الأمن الوقائي، وأصبح مسؤولاً عن قسم مكافحة التجسس، لكن عمله الوطني لم يرق لقائد الجهاز آنذاك جبريل الرجوب، فحصلت مشادات وخلافات بينهما على خلفية ملاحقة عملاء وجواسيس الاحتلال، انتهت بخروج أبو حمدية من الجهاز بعد شهور قليلة. وأدرك أبو حمدية أن الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي لن تحقق للشعب الفلسطيني أي مستقبل كان، لذلك تفرغ للعمل المقاوم الصامت، بعيدًا عن المواقع الرسمية، وبنى جسورا وعلاقات مع كتائب عز الدين القسام. شارك الشهيد في دعم عمليات المقاومة شمال الضفة الغربية، وساهم في دعم كتائب القسام وباقي الأجنحة العسكرية، وحمّله الاحتلال مسئولية عمليات القائد الكبير محمود أبو هنود أبرزها عملية الشهيد القسامي شادي طوباسي من مخيم طوباس، وقتل فيها 25 إسرائيليا. وكان الشهيد على صلة مع مجموعات في بلدة بيت فجار قضاء بيت لحم من آل ديرية، حيث جهز أحزمة ناسفة متفجرة لهذه المجموعات الاستشهادية التي نفذت عدة عمليات مميزة. وأشرف أبو طارق على تجهيز وتخطيط العديد من العمليات العسكرية الكبرى وهو في الخارج، كان في مقدمة هذه العمليات (عملية الدبويا) الشهيرة في الخليل، وعمليات أخرى في القدس مثل عملية (باب المغاربة) وغيرها. واعتقل أبو طارق في 28 مايو/ أيار 2002 ، إثر نشاطه الجهادي في صفوف كتائب القسام، وتم توجيه لائحة اتهام طويلة ضده وكان يعود تاريخ بعض التهم لعام 1991 أي قبل أوسلو. ونقل الشهيد إلى زنازين التحقيق التي مكث فيها عدة أشهر، قدم بعدها إلى المحاكمة في الثاني من يونيو/ حزيران عام 2005 ،وحكم عليه بالسجن 25 عامًا، إلا أن النيابة العامة الإسرائيلية لم تكتف بالحكم الصادر بحقه واستأنفته، وأعادت محاكمته، ليرتفع الحكم في 22 ابريل/ نيسان 2007 ، إلى السجن المؤبد ( 99 عامًا). وبعد صدور هذا الحكم بفترة قصيرة، تمت ترقيته إلى رتبة عميد ومن ثم أحيل إلى التقاعد برتبة لواء في عام 2008 . وبعد صفقة "وفاء الأحرار"، انتقل الشهيد أبو حمدية إلى أقسام "حماس" في سجني إيشل ونفحة، وكان مثالا للوحدة الوطنية وتجميع الأسرى، حيث عمل على تقريب وجهات النظر بين أسرى حماس وفتح، وكان يعمل على إعداد مشروع مصالحة بين الحركتين من داخل سجون الاحتلال. وخلال سنوات اعتقال أبو حمدية، رفضت سلطات الاحتلال منح زوجته أو أي من أبنائه الأربعة تصاريح زيارة له داخل سجونها، فيما تراجعت حالته الصحيّة مؤخرا بشكل حاد، إلى أن استشهد في مستشفى سوروكا وهو مقيد اليدين ومكبل القدمين وبحالة صحية مزرية.

إرسال تعليق

0 تعليقات